من جديد غِرّيد النواعير...
( قل لي بربِّكَ )
حاولتُ حَبْسَ النبضِ يومَ وداعِها
لَمّا اسْتَعَدَّتْ للرَّحيلِ الأَينُقُ
هي ساعةٌ بيني وبين رُكُوبِها
خَرِسَ اللِّسانُ ومات فيهِ المَنطِقُ
أَلحاظُ عينَيها بِعينَيَّ الْتَقَتْ
لِلهِ يا ذاكَ الحديثُ الشَّيِّقُ
هَمسٌ - برغمِ اليأسَ - رَوَّى حبَّنا
عبقَ الوفاءِ وَشُدَّ فيهِ المَوثِقُ
للهِ وَردُ الوجنتَينِ وَضَاءَةً
دُرَرُ العُيونِ عليهما تَتَرَقرَقُ
ولقد عَجِبتُ من العَذولِ يَلومُني
صَهْ ياعَذولُ فأنتَ شَيخٌ أَحمقُ
دَعني فنارُ الذكرياتِ جَهنَّمٌ
بين الضُّلوعِ صَهيرُها يَتدَفَّقُ
قالُوا: أَبعدَ الشَّيبِ تهذي بالهَوَى
أَولى بِمثلِكَ أن يتوبَ وألَيَقُ
إذ أنت جاوَزتَ الشبيبةَ عاشقًا
وَلَأنتَ في دَربِ الغوايةِ مُغرِقُ
هلّا ارْعَوَيتَ فَدُونَ قَبرِكَ خَطوةٌ
حتّامَ أنت لها الشَّقيُّ الأَنزَقُ
قلتُ:اتْركوني إنّ في قلبي مُدًى
قلبي يَئِنُّ من الجراحِ وَيَخفِقُ
قلْ للذي ركِبَ اللَّجاجةَ لائمًا :
يكفيكَ في عَذلِ المُتيَّمِ تَنعَقُ
قلْ لي : بِربِّكَ أنتَ مالكُ يا تُرَى؟
بِيَدَيكَ مِفتاحُ الجحيمِ مُعَلَّقُ ؟
أَللهُ أَرأَفُ مِنكُمُ يا زُمرةً
طافَتْ بِدَربِ العاشقينَ تُفَسِّقُ
ما حَرَّمَ اللهُ الغرامَ بِعفَّةٍ
مَن ماتَ عِشْقًا بالشَّهادةِ يُرزَقُ
لو ذُقتَ من كأسِ الصَّبابةِ رَشْفَةً
لَصَرَخْتَ فيمَنْ لامَ : ( فِيَّ تَرَفَّقوا)
لكنَّ قلبَكَ في البلادةِ صَخرةٌ
صَمّاءُ ما لِلحِسِّ فيها زَنبَقُ
سَتَظلُّ تَعزِفُ لِلمُنَى قِيثارتي
ما دُمتُ مِن ذاك الشَّذا أَستنشِقُ
أَحيا على ذكرى التي أَحببتُها
ذكرى يَضُوعُ بها الأَريجُ وَيَعبقُ
فابْنُ المُلَوَّحِ صاح:أنتَ خليفتي
بِيدَيكَ يا غِرّيدُ يَعلو البَيرَقُ
2020/11/1
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
تعليقات