ظبيةُ الشعراء
ركضتْ على سفحِ القصيد ظِبائي
وتعثرتْ في دوحة الأهواءِ
وتمايستْ فوقَ المروجِ بخفةٍ
كم ضمّختْ من ضوْعها أندائي
فتألقَ الكونُ الفسيحِ بلحظها
والكلُّ هامَ بظبيةٍ صهباءِ
مرَّتْ على قلبي الظميءِ كغيمةٍ
فاخضوضرتْ من مزْنها صحرائي
تلكَ البدائع من صنيعِ قصائدي
رمزُ الجمالِ وفتنةُ الشعراءِ
نمَّقتها بالسطرِ حتى أينعتْ
حصَّنتُها بمحبتي ووفائي
ورجوتُها الإصغاءَ كي تلقى الهنا
ما كان صوتيَ غير نبض ولائي
قد تاهَ في غابِ الحياة سبيلها
تلك المُهاةُ تشبثتْ بضيائي
كيف السبيلُ إلى خلاصكِ والمنى؟
فالعمرُ يسحقُ في رَحاهُ رجائي
إنِّي أسامرُ وحشتي بتأوّهي
فالخوفُ زمجرَ في ربى الأرجاءِ
صوَّرتُ بالحرفِ البديعِ مراتعًا
أمضي إليها متْرعًا بعنائي
أجتثُّ من قلبي النديِّ مخاوفًا
أجّت لهيبًا في عروقِ دمائي
وطفقتُ أنثرُ في الدروب وداعتي
إنِّي الشذا. أسطورة العنقاءِ
ما غرَّني روضٌ جرتْ أنهارهُ
كم في الأعاليَ شاع حسنُ بهائي
في جمرةِ العينينِ يتسعُ المدى
مُذْ أبرقَتْ كلُّ الذُرى بسنائي
فتكحلتْ كلُّ الحسانِ بمرْوَدي
وتزيَنَتْ قممٌ من الحناءِ
وتمايلَ النسمُ العليلُ بخافقي
فالريمُ إنِّيَ والفضاءُ فضائي
هل للرياح بأن تسابق نشوتي؟
أم هل تسوقَ إلى الهموم شقائي؟
تلك الرعودُ تمردتْ أصواتها
كم برَّحتْ من مكرها أرزائي
وتمرَّستْ بالحقدِ تنذرُ بالعَنا
ما همًَها صفوَ الدُنى ونقائي
تطوي الحنينَ وتمتطي ظهرَ الأسى
والحبُّ تاهَ بليلةٍ دهماءِ
أبَتِ السنون بأن يزول جحيمها
هل لي بشمسٍ كي تنير سمائي؟
ياسمين العابد
الجمعة 6/11/2020
تعليقات