مدينة حزن
أقول لها : عليلٌ , كيف أُشفى ؟
تقول : اشتقتُ , أيمُ الله , ضِعفا
أقول : ذري فؤادي , علّ يوماً
سيبرأ منكِ , لولا الشـوق أغفى
كفاكِ , أكلما أغلقتُ بابـــــــاً ؟
من الشُّبّاك طيفكِ هلّ إلْفـــــا
أقلّب ناظــــريْ , كيـــــلا أراهُ
فيسألني الهوى : أتغضّ طرْفـا ؟
بكلّ جهـــات قلبكَ قد تــراها
وهذا الحبّ من جنبيكَ شفّــا
ويصرخ بيْ فؤادي : كيف أسلو
حبيباً ؟ كان لي شطّاً , ومرفا
فــــآهٍ , ثم آهً , ويــــــح قلبٍ
يجادلني , ويـزرع فيَّ ضَعفــا
أحاول أن أعود إلى حيــاتي
وأهرب كالجبـــان لأيّ منفـى
عسى أنسى جراحي , إنّ ما بي
لأقسى ما حملتُ , فأين أرفــا ؟
غدوتُ مدينةً للحـــزن , ثكلى
ومن سقمي غدوت الآن نصفا
وريـح الوجــد تذروني , كأني
خريفٌ , حار فيه الشَّعر وصْفا
أنا حزن السّواقي ذات صيفٍ
وقد جفّت , ومات الزهر خسفا
أنا وجع السماء بلا طيــــــورٍ
يغادر طيــــرها رفّاً , فرفّـــــا
وآهاتٌ من النايـــــات , تشكو
فلا قصباً تعود , ولن تجفّا
سكبتُ القافياتِ خمــور حبٍّ
لتسكرني , فعاد الشوق حتفـا
رجوتكِ ودّعيني , لا تعودي
ولا تدمي الفؤاد هوىً , ولطفا
ولا تلقي الســــلام كما شِباكٍ
فقلبي حيــن ذلك لن يكفّـــــا
كأنّا النـــــــارُ , والبنزين نبقى
إذا ابتدأ الحريق فليس يُطفـا
(أحبـــكَ) لو همستِ , فإنّ كلّي
أحبّكِ صاح ألْفاً , ثم ألْفــــا
عبد الكريم سيفو _ سوريا
تعليقات