* قصيدتي: الحرب نار
...............................
متى أفادَ شِقاقٌ ظلَّ يشتعلُ
متى بتفريقِ صَفٍّ قامَتِ الدُّوَلُ
الحربُ تهدِمُ ثرواتَ الشِّعوبِ فلا
تُبقِي سِوَى المَوتِ أمضَى أمرَه الأجَلُ
الحربُ نارٌ غِيابُ العقلِ موقِدُهَا
يُزكِي لهيبُ لظاهَا الجَهلُ والجَدَلُ
تِجارةُ الحَربِ مَن يُزجِي بضَاعَتَها
سقِيمُ روحٍ سَرَى فِي ذاتِهِ خللُ
الناسُ مَوتَى وجَرحَى فِي مَصَارِعِهِم
وَصَانِعُ الحربِ بالصَفقَاتِ ينشغِلُ
روحُ الشهيدِ إذا فاضَت مطهَّرةً
تشكو لبارِيهَا مَا لاقَت وتبتهِلُ
فالقاتِلُ المُتَمَادِي فِي جَرائِمِهِ
تَحُفّهُ اللعَنَاتُ وهو يَحتفِلُ
الحربُ ظلمٌ ظلامٌ فتنةٌ عَظُمَت
يَنهدُّ مِن هَولِها فِي سَفحِهِ الجَبَلُ
لا يُرتجَى خيرُ دُنيانا وبهجتُهَا
ما دام إنسانُهَا المُغترُّ يقتتِلُ
يمشِي التطرُّفُ بين الناسِ يُهلِكهُم
إنَّ التطرُّفَ شرٌّ داهِمٌ جَللُ
داءُ التعصُّبِ حَتفٌ في حقيقتِهِ
بِهِ التباغُضُ في الآنامِ ينتقِلُ
مَن يُشعِلُ الحَربَ شيطانٌ لهُ شَرَرٌ
بالسِلمِ يُرجَمُ حتى ينأى يرتحِلُ
فيا بَنِي العُربِ أنتم عِزَّةٌ عُرِفَت
فكيفَ يُضربُ في إذلالكم مَثَلُ
ما بالتقاتُلِ يعلو شأنهُ رجلٌ
بِحَقنِ دمِّ البَرايا يُعرَفُ الرَّجُلُ
الدينُ والعُرفُ والأخلاقُ قاطِبةً
تدعو إلى السِّلمِ ليتَ الكُلُّ يمتثِلُ
ليسَ السِّلاحُ بديلاً عن تَحاوُرِنَا
مهما تناهَت بِنا فِي ضِيقِها السُّبُلُ
بالعَزمِ وَحدهُ نسمُو فوقَ فُرقتِنا
بالحُبِّ حتماً جِراحُ البَينِ تندمِلُ
بالفهمِ يحيا سلامٌ في ضَمَائرِنا
بالرُّشدِ ينزاحُ عن آفاقِنا الوَجَلُ
بالصَّفحِ يُؤسَى سِقامٌ هَدَّ وُحدتَنَا
وبالتجاوُزِ لمُّ الشَّملِ يكتملُ
تبقى الإرادةُ فينا أصلَ قوَّتِنا
ننجُو بشوكتِهَا إن قلَّتِ الحِيَلُ
إن سادَ في النَّاسِ تعظيمٌ لموطِنِهِم
حَلَّ السَّلامُ ودامَ الأمنُ والأملُ
بقلمي: فائز أحمد علي - الخرطوم
* منشور خاص بالنادي الدولي للشعراء العرب
تعليقات