من جديد غِرّيد النواعير...
(خُذني إلى مَرْجِ الزهور...)
كتبَتْ إليَّ من المَلامِ سُطُورَا
هَلّا ارْعَوَيتَ وقد كَبرتَ كثيرَا
أَوَ بعدَما وَلَّى الشَّبابُ وعصرُهُ
واغْبَرَّ رأسُكَ بالمَشيبِ قَتيرَا
ما زلتَ في دَربِ الغوايةِ هائمًا ؟
ولقد ظَننتُكَ يا وليدُ وَقُورَا
تَهذي وخمرُكَ من شِفاهِ مليحةٍ
جعلَتْكَ من إغرائها سِكِّيرَا
قُل لي أَفي السِّتينَ تحلو صبوةٌ
هاتِ اعْطني عن شأنِ ذا تفسيرَا
قُلتُ : اسْمعي عنّي أُجِبكِ وعندَها
تجدينني في أمرِهنَّ بَصيرَا
إنّ القلوبَ إذا خَلَونَ من الهَوَى
أَصبحنَ ما بينَ الضُّلوعِ قُبُورَا
لا تسألي الشُّعراءَ عن أَعمارِهِمْ
فالشِّعرُ يبعثُ في النفوسِ سُرُورَا
غِرّيدةٌ غَنَّى لها غِرِّيدُها
رَدَّت عليهِ وبادلَتهُ شُعُورَا
حسناءُ قد أَسَرَتْ فؤادًا شَيّقًا
ولقد رَضِيتُ بأنْ أَكونَ أَسِيرَا
قلّدتُها دُرَرَ القصيدِ فَسَرَّها
غزلي بها واسْتَطيَبَتْهُ عَبيرَا
فَسأَلتُها : هل تَأذنينَ بنشرِها؟
قالَتْ : أَخافُ بنَشرِها المَحْذُورَا
أحلى الصبايا قد سَبَتْهُ بِلحظِها
وتقولُ : دَعْ هذا الهَوَى مَسْتُورَا !
قالَتْ : تَصَبَّرْ يا وليدُ فقلتُ : لا
ما كنتُ يومًا في الغرامِ صَبُورَا
أََرأيتِ غِرِّيدًا شَدَا في سِجنِهِ ؟
فَلتُطلقيني الصادحَ الشَّحرُورَا
قالَتْ : ولكنْ لا تَبُحْ بِاسْمي ولا
تُغضِبْ عليَّ أَخًا عليَّ غَيُورَا
حاشا لِمثلي أن يَمَسَّكِ بالأَذَى
يا مَنْ مَلأتِ ليَ الفؤادَ حُبُورَا
يا طائرَ الأَشواقِ مِلْ بي قاصدًا
لُبنانَ وانْزِلْْ للجَنوبِ حُدُورَا
خُذني الى (مَرْجِ الزهور) عشيَّةً
عَلّي سَأُخمِدُ لَوعةً وسَعِيرَا
خُذني إلى (مَرْجِ الزهورِ) زيارةً
وانثُرْ على دارِ الحبيبِ زُهُورَا
2021/5/28
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
تعليقات