من جديد غِرّيد النواعير....
( ضَحِكَتْ وقالت : )
حَكَمَ الزمانُ بأَن يُفرِّقَ بيننا
وبِذاكَ تجري دورةُ الحدَثانِ
ذهبتْ ليالي العُمرِ لم نَذُقِ الهَنَا
تَلهو بنا دوّامةُ التَّيَهَانِ
يا يومَ أَرجحَنا الهوى بِنسيمِهِ
وجدانُها يهفو إلى وجداني
فَلَنَا ومن عَبَقِ الصَّبابةِ سَكرةٌ
حتى انْبَرَتْ أَفعَى مع الثُّعبانِ
دَسَّا لها السُّمَّ الزُّعافَ خديعةً
فإذا بها قد أَعلَنَتْ هجراني
يَا لَلتَّعاسةِ عمرُها لا يَنقضي
أَمّا السَّعادةُ فَهْيَ بِضعُ ثَوَانِ
مِلنَا إلى السَّبعينَ تُثقلُنا الخُطا
لِنغوصَ في مُستنقعِ الأَحزانِ
لكنّها عادتْ تُلملِمُ ما مَضَى
وتُقلِّبُ الصَّفَحَاتِ منْ ديواني
رَجَعَتْ بِبوصلةِ السنينَ إلى الوَرَا
تَستذكرُ الماضي الجميلَ الفاني
قالَتْ وهاتفُها يَبُثُّ حُروفَها
عَبْرَ الأَثيرِ إلى الوليدِ العاني :
أَوَ أنتَ لم تَبرَحْ بحُبِّكَ صادحًا
أم قد هَجَرتَ طراوةَ الأَغصانِ ؟
قلتُ:ابْحثي في موقعي يا مُنيتي
مازلتِ في دنيا الهوى عُنواني
ضَحكتْ وقالَتْ:ياوليدُ قد انْتهى
عَسَلُ الصِّبا ولذاذةُ الرَّيعانِ
هذا شِتاءُ العُمرِ أغرقَنا معًا
ما عادَ فينا من ربيعٍ ثانِ
قُلتِ : الشِّتاءُ؟ أَلا انْزلي لِصَقيعِهِ
عندي هنا ولَّاعةُ النِّيرانِ
جَمْرُ الهوى والذِّكرياتُ وقودُهُ
فَلْتُلهبي الإلهامَ في شيطاني
2022/11/5
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
تعليقات