الجـــارة
بوجهٍ طهورٍ كطفل المغارهْ
أتتني تميس , وقــــــدٍّ منارهْ
فحار الصباح , وخبّأ عطرا
وأيُّ العطور تليق بجارهْ ؟
وجُنّ الربيع , وغارت ورودٌ
وحقلٌ من اللوز أخفى ثمـارهْ
وغامت رؤايَ , فكيف لبدرٍ
يعاف السماء , ويأتي زيارهْ
كأنّ الوجـــــــــود تغيّر حتماً
فهذا فؤادي تأبّــــــــط نارهْ
وهذي عيوني تضيع طريقاً
وخطوي يميل , ويشكو عثارهْ
وهذا خريفي يعود ربيعـــــاً
يعبّ هواكِ , ويملا جِرارهْ
وتزهر حتى الصحارى بروحي
فحبّكِ في الروح ألقى بذارهْ
وفارت مواسم عشقٍ جميلٍ
فكنتِ لهذا الفــؤاد خَيارهْ
فهذي حروفي تجنّ ، وتزهو
وترقص فوق السطور العبارهْ
وطفل هواكِ يغلّ بصدري
ويسكن قلبي ، ليصبح دارَهْ
ثملتُ بلحظٍ , وثغـرٍ شهيٍّ
ووجهٍ لبــــــدرٍ أماط خِمـارهْ
فعذراً فتاتي إذا تـاه عقلي
ببحر العيون , وسحر المحارهْ
وجاء إليكِ كطفلٍ بريءٍ
ليسكب في راحتيكِ انصهارهْ
شقيٌّ أنا لو عشقتكِ يومــاً
وأشقى إذا القلب جافى مزارهْ
فمن أين جئتِ ؟ وأيّ الكوا . .
كب ضلّ الطريق, وعاف مدارهْ؟
فجئتِ إليَّ تـــــذيبين ثلجي
أعود فتيّــــاً , وتعلو الحرارهْ
فلا تعجبي لو رأيتِ جنوني
كغرٍّ شقيٍّ , أتاكِ بغارهْ !!
ولا تسأليني , وكيف عشقتُ ؟
لأني نسيتُ فنون المهـــارهْ
وأدركُ شيئاً وحيـــداً , بأني
إذا ما هجرتكِ عمري خسارهْ
كتمتُ هوايَ , وحاولتُ زوراً
وأن أتجاهل حتى الإشــارهْ
ولكنّ قلبي كحافٍ أتاكِ
يخبّئ بين الشَّغاف جِمارهْ
ويصرخ فيّ إذا ما رفضتُ
أنا بكَ حيٌّ , ولستُ حجارهْ
عشقتُ , عشقتُ , ولستُ نبيّاً
ومن مقلتيكِ أتتني البِشارهْ
عبد الكريم سيفو _ سوريا
تعليقات