لاَ أَشْـتُـمُ الـدَّهْــرَ
(البحر البسيط)
شعر : محمد صالح رحيمي (من المغرب)
سبق لي أن نشرت هذه القصيدة تحت عنوان آخر ، واليوم أغيّر العنوانَ وما عَنْوَنَه ، وأَضَعُ القصيدة تحت أنظار النقاد .. فمرحباً بنقدكم وتوجيهكم .
أَعْدَاؤُنَا رَحَلُواْ ، فَارْحَلْ كَما رَحَــلُـــواْ
هَلْ يَذْكُرُ النَّاسُ عَاماً شَمْسُهُ زُحَـــــــلُ ؟
عُنْوَانُكَ الْفَقْرُ وَالْإِفْـلاَسُ فِي قِــيَــــمٍ
وَالْحُزْنُ وَالْحَرْبُ وَ الْأَسْقَـامُ وَ الْعِـلَــلُ
كَمّمْتَ أَفْوَاهَنَا .. كَـبَّـلْتَ أَنْــفُــسَـــنَـــا
مَنَعْتَ عَنَّا ذَوِي الْأَرْحَـامِ لاَ نَــصِـــــــلُ
كُنَّا نُقَــبِّـــلُ عَنْ حُبٍّ لَهُمْ جُــبُـــــنــــاً
وَالْيوْمَ نَخْشَى مِنَ الْعَدْوَى إِذَا سَـعَـلُواْ
الْكُلُّ فِي الْكُلِّ مُرْتَـــابٌ بِلاَ سَـبَـــــبٍ
وَ عَنْهُ نَـاءٍ - بِلاَ عُذْرٍ - وَ مُــــنْـــعَــــزِلُْ
حَمَلْتَ لِلـنَّـاسِ ذَا فَيْرُوسا يُحيرهـمْ
وَكُلَّمَا حَــاوَلُـواْ إِبْـعَــادَهُ ، فَـــشِـلُــــواْ
مِنْهُمْ مَنِ ارْتَـابَ فِي طِبٍّ وَ أَنْـظِـــمَـــةٍ
في رأيه ما يشاع اليوم مُـفْـتَــعَــلُ
بَلْقِيسُ في حَيْرَةٍ لِلْجِنِّ سَـــــائِـــلَــــةٌ:
أَهُـدْهُـدٌ حَـمَـلَ الْأَخْـبَــارَ أَمْ هُـــــبَــــلُ ؟
الفَقْرُ يُمْلِي على الْألْـــبـابِ ما جَـهِـلَـتْ
وَ تَغْتدِي كَذِباً مِنْ وَطْـئِـــهِ الْــمُـــثُــــلُ
خُذْ غَيْهَبَ الشَّكِّ ،فَالْأَلْـبَـابُ قَدْ تَعِبَـتْ
كَسِّرْ كُؤُوسَ الرَّدَى ،فَالنَّاسُ قَدْ وَجِلُواْ
عُدْ عُدْ إِلَى الدَّارِ مِنْ دَارٍ نَــزَلْتَ بِـــهَـــا
يُرْضِيكَ أنَّ أُهَيْلَ الدَّارِ قَدْ قُــتِــــلُــــواْ ؟
فَلَنْ تُصَافِــحَــكَ الدُّنْـيَـا بِراحَـــــتِــــهـا
فِي راحَــتَـيْــكَ يُقِيمُ الصِّـــلُّ وَ الْـــــوَرِلُ
لاَ أَشْتُمُ الدَّهْرَ أديان تحرمهُ
لَكِنْ إِذَا ضِقْتُ ذَرْعاً ، قُمْـتُ أَرْتَــــجِـــلُ
شِعْراً إِذَا بُثَّ ، أَسْــمَـاعٌ بِهِ احْـتَـرَقَـتْ
وَ إِنْ هَمَى تَكْتَوِي مِنْ لَهْبِـهِ الْـمُـــقَـــلُ
مَا أَنْتَ إِلّا زَمَـاناً بَيْنَ أَزْمِــــنَــــــــــــــةٍ
مَا عِنْدَهَا نَاقَةٌ فِي الْأَمْـرِ أَوْ جَــمَـــــلُ
وَ السَّيْفُ إِنْ دَسَّ فِيهِ السُّمَّ صَانِعُـــهُ
يُلاَمُ كَيفَ قِـرَابُ السَّيْفِ ، وَ الْـبَـطَـــلُ ؟
وَلَسْتُ إِلَّا هَــزَاراً يَــرْتَــــــدِي بِـــــدَلاً
كَمْ مِنْ طُـيُورٍ عَـلَى أَجْسَـادِهَا بِــــدَلُ !
أَقْلاَمُ حِـبْـرٍ وَ أَوْرَاقٌ نُــبَـعْــــثِـــــــــرُهَا
لَمْ نَدْرِ : هَذَا احتِيَاطٌ أَمْ بِنَا كَـسَـلُ ؟
قُلْ لِلَّذِي حَلَّ :《فَالْأَرْوَاحُ مُـــنْــهَكَـــةٌ
رِفْقاً بِهَا ، لَمْ تَعُدْ -وَ اللهِ - تَحْـتَـمِــلُ》
(محمد صالح رحيمي )
٢٩/٠١/٢٠٢١
الْجُبُنُ : أو أَجْبِنَة أو أجْبُن ، جمع جَبين -الْحِمَامُ : الموْت - النُّهَى : العقول - الغيْهب : الظلمة - الرَّدَى : الموت - هَمَى : سال - الهزار : طائر مغرّد .
تعليقات