سجالي مع الشاعرة فاطمة عايق:
"أمن سفرٍ الى سفرٍ حياتي
أجوبُ برحلتي بحراً وبرا"
قطعتُ بحورها بحراً فبحرا
وجبتُ قفارها قفراً فقفرا
هي الدنيا فلا تأمن أذاها
وحاذر غدرها خبثاً ومكرا
وزخرفها يؤول الى زوالٍ
وخدعتُها بما تعطيكَ كبرى
وكنتُ خبرتُها منحاً وأخذاً
وذقتُ عطاءها حلواً ومرا
ولولا الشعر يحمل بعض همي
فانفثه على الاوراق جمرا
ابث لواعجي ونواح روحي
وبوح جوارحي طوعا وقسرا
له اشكو الذي عانيت ظلما
وعايشت الاذى سرا وجهرا
بيوت الشعر اقداح الندامى
تساقوا نبضها صحوا وسكرا
رفيقي منذ كنا ما افترقنا
تآلفنا معا زهراً وعطرا
وما كان السجال سوى طريق
لنظم الشعر لا لتقول شعرا
وبينهما مفازات عظام
فذا الروض البسوم وذاك صحرا
فعذرا يا مساجلتي فاني
أرى في ما نقول اليوم نكرا
فعذراً ان كبا وهوى جوادي
وان لاقيت فيما قلت خسرا
وما كان السجال سوى انصراف
عن الشعر الحلال وانتِ ادرى
افاطم ان روض الشعر رحب
ونحن بروضه المعطار احرى
ودون كيشوت ما خاض المنايا
ولم يحرز سوى بالوهم نصرا
ناظم حسون
*********
ابيات سجال الشاعرة فاطمة عايق:
يرحب فيك أستاذي قصيدي
ولي فخرٌ بأن ألقاك شِعرا
بذا الميدان لا نصرٌ بظني
يوافيني ولو أحرزتُ نصرا
فإن الشعر مشدود بحبلٍ
إليك وإن شددتُ أعود صِفرا
فكل حروفك الغنا خلودٌ
وكان الحرف مني محضَ ذكرى
يقول لنا الوليد يجوب دوماً
فمن برٍّ إلى بحرٍ وتترى
أردُّ عليه من قلبٍ كسيرٍ
أتاه الوحي بالإلهام قهرا
ففجَّر فيه بركاناً ودمعاً
جرى حتى غدا البركانُ نهرا
أنا بالحب ليس لي احتفاءٌ
ففي بلدي يموت الحبُّ بِكرا
وللحسون حظٌّ في قصيدي
ولكن قد يعود عليَّ نُكرا
أنا في الشعر سيّافٌ وسيفٌ
وأنت مسالمٌ ..أكفيك شرَّا
خشيتُ عليك من بأسٍ بقلبي
لذا آثرتُ أن ألقاكَ فِكرا
فجد بالكأسِ يا نبع القوافي
عساني أستزيد لديك خُبرا
ودع عنك التغزُّلَ فالبواقي
أحقُّ عليكَ لو تنبيكَ عُمرا
وفوقَ الشام لو تدري ملاكٌ
له جنحان مدَّهما وأسرى
إليها أحمداً وأقام فيكم
له من قبلِ جدٌّ حطَّ وزرا
وغادرت الملائكُ عن سمانا
وقد أعطت لنا عن تلك عذرا
فقد رأتِ الخليفة في فسادٍ
وقد أودى الدما سفكاً وهدرا
فلا تسلِ القتيل بأيِّ قبرٍ
تُراه يحبُّ أن يُلقى ويعرى
فاطمة عايق
تعليقات