من جديد غِرّيد النواعير...
(على مَوقِدِ الذِّكرَى...)
تقولُ : خريفُ العُمْرِ عَرَّى شبابَنَا
وماتَتْ شُجَيراتُ الوُرودِ فلا عِطْرَا
عَلامَ وذي السَّبعونَ تَدنُو بِظِلِّها
علينا تُغنِّي في هَواكَ لنا شِعرَا؟
فقلتُ : هيَ الذِّكرَى تُهيِّجُ خاطري
وتبعثُ مِنْ قلبي لَواعجَهُ الحَرَّى
أُقلِّبُ أَوراقي لِحُبٍّ قدِ انْطَوَى
على ما بِهِ حُلْوَ المَذاقةِ أَو مُرَّا
ولو كانَ لَهوًا ... أَو أَلاعيبَ عابثٍ
لَمَا خَطَرَتْ له بين الجوانحِ ذِكْرَى
(إِذا اللَّيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوَى)
لِتَهوِي إِليَّ الذِّكرياتُ بِهِ تَتْرَى
فأَسْترجعُ الماضي لِأَوَّلِ ساعةٍ
عَشيَّةَ رَفَّ القلبُ للغادةِ السَّمْرَا
فَلِلّهِ حَوراءُ العُيونِ مليحةٌ
جبابرةُ الدُّنيا تَخِرُّ لها أَسْرَى
وَلِلَّهِ رَيعانُ الصِّبا بِرَبيعِها
أَطَلَّ على خَمْسٍ تَجاوزَتِ العَشْرَا
أَيُعذَلُ غِرِّيدُ الحسانِ بِعِشْقِها
وَلِلعِشْقِ جِنِّيُّ الهَوَى يَنفثُ السِّحرَا؟
غَزَلتُ لها (إسْمَ الحبيبِ) قِلادةً
تُزَيِّنُ للسَّمراءِ من صدرها النَّحرَا
غَزَلتُ لها (إِسمَ الحبيبِ) بِباقةٍ
مِنَ الوَردِ بَسّامًا يُؤرِّجُها عِطْرَا
ولكنَّما الحُسَّادُ جُنَّ جُنونُها
فَمالَتْ إِلى كَيْدٍ وقد أَضمَرَتْ غَدْرَا
فلا تَعذليني يا مُنَايَ بِصَبوتي
وإنْ جِئتُ للسَّبعينَ متَّقدًا جَمْرَا
فَتلكَ مواويلُ الوليدِ جريحةً
تَئِنُّ على قيثارِ لَوعتِهِ حَسْرَى
ليالي خريفِ العُمْرِ تُذكي حنينَها
حكاياتُ ماضينا على (مَوقِدِ الذِّكْرَى)
2022/1/21
وليد العاني
(غِرِّيد النواعير)
تعليقات